الرسول صلى الله عليه وسلم باكيًا.................
البكاء فضيلة عند رؤيه التقصير أو خوف سوء المصير ،، وهو محمدة أذا تذكر العبد ربخ وخاف ذنوبه ،، ودليل على تقوى القلب ، وسمو النفس ، وطهر الضمير ، ورقة العاطفه .....
مدح الله رسله بالكباء فقال تعالي
{ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً } .[مريم: 58]
ووصف اولياءه الصالحين قائلا سبحانه
{ وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } .[ الإسراء: 109]
ولام أعداه على القسوة والغلظة فقال الله عز وجل
(أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ )وسيد الخاشعين لرب العالمين وإمام الخائفين من مالك يوم الدين هو خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم فقد كان ندي الجفن ، سريع العبرة ، سخي الدمع ، رقيق القلب ، جياش العاطفة، مشبوب الحشا، تنطلق دمعته في صدق وطهر ،ويسمع نشيجه في قنوت وإخبات يترك بكاؤه في قلوب أصحابه آثارًا من التربية والاقتداء والصلاح ما لا تتركه الخطب البليغة والواعظ المؤثره
فهو صلى الله عليه وسلم يبكي عند تلاوة القرآن ،، فقد قام ليلة من الليالي يكرر قوله تعالي ({إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}. إبراهيم. 36
وهو يبكي عند سماع القرآن فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لابن مسعود (( أقرا علي القرآن)) قال : كيف اقرؤه عليك ، وعليك أنزل ؟ قال : (( أقرأ ،، فإني أحب أن أسمعه من غيري )) فيقرأ ابن مسعود حتى بلغ قوله تعالي (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا) النساء .41
قال صلى الله عليه وسلم (( حسبك الآن)) فنظرت فإذا عيناه تذرفان.
وهو يخشع عند سماع القرآن فقد صح أنه قام ليلة يستمع لأبي موسي الأشعري رضي الله عنه وهو يقرأ القرآن ثم قال له في الصباح (( لو رأيتني وانا أستمع لقراءتك لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود))
فكان بكاؤه صلى الله عليه وسلم أجل وأفضل بكاء ،، وهو ما دل على يقين ،، وعظمة وخوف ،، وشدة رهبة من الجليل وصدق المعرفه ،، وحسن علم بعاقبه ،، فاعماله صلى الله عليه وسلم كلها في أرقى مقامات الاعمال واسمى غايات الاحوال.....
مواقف بكى فيها الرسول صلى الله عليها وسلم
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بجماعة فقال : ((علام اجتمع عليه هؤلاء؟)) قيل : على قبر يحفرونه ،، قال ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم غبدر بين يدي أصحابه مسرعًا حتى انتهى إلى القبر فجثا عليه ، قال :فاستقبله من بين يديه لأنظر ما يصنع ،، فبكى صلى الله عليه وسلم حتى بل الثرى من دموعه ثم أقبل علينا قال
( أي إخواني لمثل اليوم فأعدوا ))
إن القلب ليخشع وإن العين لتدمع من هول هذا الموقف المهيب العصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفزع ويخاف ويسرع ليتامل حفرة القبر وتهطل دموعه وهي واجفه حتى تبلل الثرى ومن هو بأبي هو وأمي فماذا يجب علينا ان نفعل وحالنا لا يخفى على أحــد ؟؟
الذنوب كثير ،، والآمال عريضة وفيرة ، كثرت الأقوال ،، وقلت الاعمال ،، واندثر جميل الخصال ،، واضمحل خوفنا من ذي الجلال ....
نسينا التوبة فلم نتب وكأننا من أهل الجنة ،، وعواتقنا أثقلتها عظائم الذنوب ،، وغفلنا عن ذكر الموت ، والقبر والقيامة ،، ولم يغفل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .....
************************************************** *****************
اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله الاشراف الطاهرين وصحابته أجمعين
بإذن الله سوف نكمل في المواضيع القااادمه مواقف بكى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم