السلام عليكم
بنات جبتلكم تقرير عن الخفافيش الماصة للدماء اتمنى انه يعجبكم و تستفيدوا من عنده
في سابقة هي الأولى من نوعها هاجم سرب ضخم من الخفافيش مصاصة الدماء سكان إحدى القرى شمال البرازيل في وضح النهار، وأسفر الهجوم الدامي عن مصرع 13 شخصاً جراء إصابتهم بالسعار (داء الكلب) فضلاً عن إصابة نحو 300 شخص آخرين بجروح خفيفة، وتمكنت السلطات الصحية البرازيلية من إسعافهم قبل فوات الأوان، ومن ثم بدأت السلطات حملة مكثفة لتطعيم السكان في المنطقة الموبوءة ضد (عضات) الخفافيش، التي لا تهاجم الإنسان عادة بل تتغذى على دماء الطيور الكبيرة والماشية النائمة، فتصيبها بجراح وتلعق دماءها تاركة إياها وقد أصيبت بالسعار.
ويعزو العلماء خروج (الخفافيش الدراكولا) عن أطوارها، إلى قيام أهالي القرية المنكوبة بإزالة جزء كبير من الغابات المحيطة بالمنطقة، وهو الأمر الذي أسهم في تغير نمط هجرة الخفافيش وبيئتها الحيوية مما جعلها غير قادرة على الرجوع إلى أعشاشها الأصلية، وربما لهذا السبب الوجيه قررت الانتقام من سكان القرية في هجوم نهاري مباغت، رغم أن الخفافيش كما هو معلوم (طيور الظلام)!
الشيطان الطائر!.
الخفافيش واحدة من المخلوقات الفريدة التي شكلت مصدر رعب دائم لبني البشر منذ آلاف السنين، مرة بسبب شكلها الغريب وكونها ثدييات طائرة، ومرة بسبب أسلوب حياتها الليلي وإيثارها العيش في الخرائب والمناطق المهجورة، والطريف إن الخفافيش التي تعيش على الأرض منذ 65 مليون سنة، كانت رمزاً (للشيطان) لدى بعض الشعوب الآسيوية البدائية، وكان الإغريق القدامى يصورون إبليس في مسرحياتهم على شكل خفاش أسود مجنح، له وجه وطواط وجسم إنسان، إذا مشى التف حوله سرب من الخفافيش، وإذا توقف تعلقت به كأنها عناقيد الرعب!.
وفي هذا السياق يؤكد الباحث نبيل الجهمي أن قصة (الكونت دراكولا) تلخص كل المعتقدات البشرية بشأن الخفافيش، حيث يختلط المزاج الدموى بانعدام الأخلاق وعشق الليل، فقد حفظت الذاكرة الجماعية لشعوب وسط أوربا القديمة عدداً من الخرافات في هذا الصدد، بينما الحقيقة أن الخفافيش مصاصة الدماء لم تعش في العالم القديم يوماً ما، فهي تعيش منذ القدم في أمريكا اللاتينية فقط، وبالتحديد في مناطق الغابات الاستوائية، أما كيف وصلت سمعتها الرهيبة إلى العالم القديم في آسيا وأوربا وإفريقيا، فهذا هو (اللغز) الذى يحير العلماء حتى هذه اللحظة.
الرادار و(الزار)!
ويسود في بعض البلدان العربية اعتقاد شعبي غريب، مفاده أن الخفاش يهاجم ضحيته وينشب فيها مخالبه وأنيابه ملتصقاً بها ليمتص دمها، وإذا تمكن الخفاش من ذلك فلن يستطيع أحد إرغامه على ترك الضحية حتى تلقى حتفها، وأن الطريقة الوحيدة لفعل ذلك وجعل الخفاش يهرب رعباً هي دق الطبول بشكل مزعج كما يحدث في (الزار) مثلاً!.
ويبدو للمفارقة أن هذا الاعتقاد الخرافي المنتشر على نطاق واسع في الريف المصري، مرتبط بحقيقة علمية توصل إليها أحد العلماء الإيطاليين عام 1780م، فقد قام (سبالانزاني) بوضع مجموعة من الحواجز ومد شبكة من الحبال في غرفة مظلمة، ثم أطلق عدداً من الخفافيش في الغرفة، فلاحظ أنها تطير بمنتهى الثقة ولا تصطدم مطلقاً بالحواجز أو الحبال، ومن هنا اكتشف الإنسان حقيقة كانت غامضة من قبل، وهي أن الخفاش يستطيع أن يبث موجات فوق صوتية أثناء طيرانه، وعندما ترتد هذه الموجات إليه يعرف طريقة في الظلام الدامس، إنه أعمى، ببساطة يرى بأذنيه، ومن هنا كان دق الطبول في الريف المصرى نوعاً من التشويش على رادار الخفافيش!
الخفاش القاتل
واقع الأمر أن الخفافيش مصاصة الدماء قليلة العدد إلى حد الندرة، وهي لا تعيش الآن في حوض نهر الأمازون وتتناقص أعدادها يوماً بعد يوم، ليس بسبب الحملات التى تستهدف قتلها فحسب، ولكن أيضاً بسبب التوسع العمراني الذي يقضي على بيئتها الحيوية، ويزن الخفاش الواحد منها نحو 30 جراماً فقط، ومع ذلك ففي مقدوره أن يمتص ما يعادل 90 جراماً من دماء ضحاياه في المرة الواحدة، فالخفافيش من أسرع الثدييات هضماً على الإطلاق.
ويهجم هذا الخفاش على ضحيته وهي نائمة في الغالب، وعندما يحط على ظهرها يعمل أنياباً تشبه مشرط الجراح، ثم يبدأ في مص دمها بمنتهى الحرص والصبر حتى لا يوقظها، والمثير هنا أن لعاب الخفاش المصاص يحتوى على مادة تشبه في تركيبها الأسبرين تحول دون تجلط دم الضحية، ينفثها الخفاش في الجرح فيظل مفتوحاً لعدة ساعات ينزف، فيعود إليها مرة أخرى أو يتركها لتموت بتأثير تسرب دمائها، ومن لم يمت بالنزيف مات بالسعار! ولهذا السبب خاض الإنسان حرباً لا هوادة فيها على مر العصور ضد الخفافيش، فأعمل فيها تقتيلاً ظناً منه أنها جميعاً كائنات متوحشة بينما الحقيقة غير ذلك.
الخفاش الصديق
والحقيقة أنه يوجد على سطح الأرض نحو ألف نوع من الخفافيش، تمثل وحدها ربع كل أنواع الثدييات، وبعض أنواعها نافع للإنسان ومفيد للبيئة، ومن ذلك خفاش (الثعلب الطائر) الذى يعيش في إفريقيا الاستوائية وبالتحديد في كينيا وساحل العاج، ويشبه وجهه وأذناه وجه الثعلب تماماً.
يقوم هذا الثعلب الطائر بالقضاء على الحشرات الضارة، حيث يتغذى عليها بشراهة شديدة، فيصطاد الديدان والعقارب وغيرها أثناء طيرانه في القرى والغابات، كما يؤدي دوراً نافعاً بحمل حبوب اللقاح ونثرها بين الأشجار، ويؤكد العالم الكندي (دونالد توماس) أن الخفاش الثعلب يتناول في الليلة الواحدة ما يعادل ضعف وزنه من ثمار الفاكهة، ويقوم بهضم هذه الكمية خلال 15 دقيقة فقط من طيرانه، ثم ينثر بذور هذه الفاكهة على مساحات واسعة من الغابات، وبالتالي يعمل على تجديد إعادة الاخضرار في البيئة المحيطة به، ولهذا يطلق عليه الأفارقة اسم.. (الثعلب الصديق)!.
وإلى ذلك أجرت بعثة علمية بريطانية دراسة موسعة في غابات إفريقيا الاستوائية، لمعرفة الكميات التى تتناولها الخفافيش من حشرات الغابة، فتبين للبعثة أن مستعمرة من الخفافيش تضم ما بين 4 إلى 6 آلاف خفاش، تستهلك نحو 3 أطنان من الحشرات الضارة كل ليلة، وهو مؤشر على مدى النفع الذى يقدمه الخفاش لبني البشر، فضلاً عن مدى مساهمته في عملية التوازن الحيوى الطبيعي، ولكن معظم شعوب العالم تعتقد ظلماً أن كل الخفافيش مصاصة دماء!
الخفاش المكسيكي
وهذا يحدث بالفعل مع فلاح ولاية تكساس، فمع بداية نسمات الصيف الساخنة ومع بداية غروب الشمس بجنوب وسط تكساس يبدأ مشهداً مثيراً من مشاهد الطبيعة، عندما ينطلق في الهواء ملايين الخفافيش المكسيكية ذات الذيول الحرة محلقة في ارتفاعات عالية وتغيب عن الانتظار.
هذا المشهد المثير تابعه العلماء بشغف إلى إن تأكدوا بالدليل القاطع أن هذه الخفافيش المكسيكية تغادر كهوفها لتتغذى على حشرات الذرة وحشرات التبغ, وبهذا فهي تعد صديقة صدوقة للفلاح في ولاية (تكساس) الذى كان معرضاً دائماً لخسارة محاصيله الزراعية بسبب هذه الآفات لولا الهجوم (الخفافيشي) الذي وفر على الفلاحين آلاف الدولارات كانوا يدفعونها في المبيدات الحشرية وبسبب تلف المحاصيل.
لولا هذا الخفاش الخبير في التقاط تلك الآفات الحشرية من المحاصيل وهذه الطلعات الليلية للخفافيش المكسيكية بالتحديد يشترك فيها حسب معلومات العالمين مكراكن وستبروك حوالي مائة مليون خفاش تخرج من حوالي 12 كهفاً في جنوب وسط ولاية تكساس.
وربما يعيش 50 مليون آخر في كهوف او كلاهما ونيومكسيكو واريزونا.. وهذه المستعمرات عبارة عن تجمعات ضخمة لإناث تهاجر إلى جنوب غربي الولايات المتحدة في كل ربيع.
وفي شهر يونيو تضع كل انثى مولوداً واحداً، وهي تغادر الكهف مرتين كل ليلة لتتغذى وتعود لترضع صغارها، لكن بحلول شهر يوليو تكون الفراخ قد كبرت بما يكفي لقيامها بالصيد مع امهاتها، وهذا ايضاً عن عدد الخفافيش التي تحلق منطلقة من الكهوف.
ولكي تستطيع الأم أن تغذي نفسها وصغيرها الناشئ يتعين عليها ان تأكل ما يعادل ثلثي وزنها كل ليلة، مع أن وزن الخفاش لا يتجاوز 20جراماً، فإن الحسابات تشير إلى أنه يمكن لمليون خفاش أن تلتهم حوالي عشرة أطنان من الحشرات كل ليلة، وهذا يعني أن مائة مليون خفاش مكسيكي في جنوب وسط تكساس تلتهم نحو ألف طن من الحشرات كل ليلة.. اذن فهي تستحق بجدارة ان نطلق عليها (الصديق الوفي للفلاح).
مفاجأة علمية
وفي معامل البحث العلمي بأمريكا أكد العلماء ان الدواء الجديد المصنوع من لعاب الخفافيش المصاصة للدماء، أثبت فعاليته في الوقاية أو تخفيف التلف الدماغي الناتج عن الإصابة بالسكتة الدماغية.
وأوضح الباحثون أن معظم مرضى السكتة يخضعون عادة لعلاجات مذيبة للتخثرات خلال ساعات قليلة من الإصابة، لأنها لا تكون فعالة بعد ذلك، أما دواء (ديسموتيبليز) فيبقى فعالاً حتى بعد إعطائه للمريض عقب تسع ساعات من الإصابة.
وأشار العلماء في المؤتمر الدولي للسكتة في سان دييجو إلى أن هذا الإنجاز هو الأعظم في مجال معالجة السكتات الدماغية منذ 20 عاماً.
وفسّر الأطباء أن معظم السكتات تحصل عند تكوّن خثرة دموية واستقرارها في الوعاء الدموي المغذي للدماغ مسببة انسداده وعدم السماح للدم بالتدفق، مما يحرم الخلايا الدماغية في هذه المنطقة من الأكسجين الضروري لحياتها، ويؤدي إلى تضرر الدماغ وتلفه والإصابة بالشلل أو الضعف في أجزاء مختلفة من الجسم.
ويشدد الأطباء على أهمية وضرورة معالجة مريض السكتة فور وقوع الإصابة، خصوصاً بعد أن ثبت علمياً أن بالإمكان تقليل التلف في الدماغ عند تكسير التجلطات والخثرات فيه وتجديد تدفق الدم بسرعة.
وقد تم تطوير العقار الجديد الذي تم اختباره على أكثر من 100 مريض في أكثر من 44 مستشفى في أوروبا وأستراليا وآسيا، من بروتين مستخلص من لعاب الخفافيش المصاصة للدماء الذي يساعدها في وقف تخثر دم الضحية أثناء تغذيتها.
ولاحظ العلماء أن الدواء الجديد (ديسموتيبليز)، يكسر الخثرات الدموية دون التأثير سلباً على قدرة الدم على التخثر في أجزاء الجسم الأخرى، ودون أن يزيد خطر النزيف في الدماغ، مشيرين إلى أن مرضى الجلطة الدماغية يستفيدون من هذا العقار إذا حقنوا به بعد تسع ساعات من الإصابة، مما يعني انخفاض خطر تعرضهم للإعاقات أو الشلل أو حتى الوفاة.